Right Brain /Left Brain Leadership

 Shifting Style for Maximum Impact

by

Mary Lou Decosterd, 2008

قرأنا لكم هذا الأسبوع كتابا أثار انتباهنا نظرا لجدة الموضوع الذي يعالجه ولما يحمله من افكار ومفاهيم جديدة  في موضوع العلاقة بين الدماغ والقيادة، ونظرا لطرحه  نموذجا منفردا عن كيفية تغيير اسلوب القيادة  لضمان أكبر قدر من التأثير. ويحمل الكتاب باللغة الانجليزية عنوان:

Right Brain /Left Brain Leadership Shifting Style for Maximum Impact، أما باللغة العربية فقد اقترحت له عنوان ” القيادة والدماغ الأيمن والدماغ الأيسر، تغيير أسلوب لضمان اكبر قدر من التأثير” وهكذا نجد المؤلفة تبين في فصول الكتاب المختلفة كيف يمكن تعلم تغيير الأسلوب من أجل الحصول على مجموعة واسعة من سلوكات القيادة وتقوية تأثيرها. كما أنها تقدم مجموعة من التقنيات والإجراءات الكفيلة بتحسين كيفية التفاعل مع الآخرين والدفع نحو تحقيق النتائج ، وتطرح – في الفصل الأخير من الكتاب – نموذجا جديدا للقيادة يساعد على العمل بقدر كبير من التأثير.

تحاول ماري لو ديكوستيرد الإجابة بتفصيل في الفصول السبعة للكتاب على مجموعة من التساؤلات التي طرحتها في الفصل الاول من الكتاب وذلك من قبيل: ما الذى نحتاجه من القادة اليوم ؟  ما هي الأشياء التي تجعل القائد فعلا عظيما حقا ؟ كيف يصبح الشخص قائدا اليوم ؟  وكيف يمكن للشخص ان يصبح قائدا أحسن؟

وتري صاحبة الكتاب ان القائد اليوم يحتاج إلى توسيع مجموع مهاراته  بأن يضيف باستمرار أفعالا جديدة أو مختلفة إلى مخزونه المعرفي. وهذه الأفعال الجديدة هي ما تسميه ماري لو ديكوستيرد في كتابها هذا بتغيير سلوك الدماغ الذي يظهر في عمل جديد  يعطي عمقا أكبر للأسلوب المفضل أو اتساعا تكميليا للمقاربة العامة للقائد. وتوضح المؤلفة  ان القائد اليوم لم يعد في امكانه ان يظل مرتاحا مع الأسلوب الذي يجعله أحسن في موقف دون آخر ، بل عليه أن يهيئ نفسه لمهارات أوسع للتأثير. ومن تم يجب على القائد أن يعرف كيف يشتغل الدماغ حتى يستطيع أن يؤثر فيه بشكل أفضل ويصل به إلى كامل قواه وحيويته. وهكذا نلاحظ أن المعلومات المقدمة في الكتاب تركز بالأساس على كيفية تأثير الدماغ في السلوك وكيفية تنظيمه في أقسام متعددة. ذلك أن العلماء قد توصلوا إلى أن الدماغ ينقسم إلى جزأين؛ الجزء الأيمن والجزء الأيسر، وأن الجزءان معا (الأيمن والأيسر) يوجهان مختلف جوانب قدراتنا العقلية.

ومن تم تؤكد ديكوستيرد على أن جميع القادة على اختلاف انواعهم وفي مختلف مجالاتهم ينبغي ان يكون لهم تفكير منهجي ومنطقي بالإضافة إلى التفكير الاستراتيجي و الابتكاري والحدسي ، إلا أن هذين الأسلوبين المختلفين يقتضيان طريقتين مختلفتين للتفكير.  وهذا ما تصفه المؤلفة الانتقال إلى الدماغ الأيمن أو إلى الدماغ الأيسر. وتوضح أن القادة الذين يعملون بأسلوب الدماغ الأيسر يطورون قدرات منطقية وعقلية وتحليلية قوية، لكنهم يقللون من قيمة تفكير الدماغ الأيمن الذي يحفز الحدس، والذاتية، والإبداع. أما الذين يعملون بالدرجة الأولي اعتمادا على الاسلوب الثاني فهم يفقدون قيمة الاسلوب الأول. ذلك أن القائد المعتاد على استعمال العقل الأيمن يرى فقط الصورة الكبيرة ، في حين لا يرى أجزاءها ، فهو مبدع ولكن ليس دائما تحليليا بل انه انفعالي اكثر مما هو منطقي.وعليه تتساءل ديكوسترد:  من هو القائد الأكثر فعالية؟ وتجيب بأن القادة الأكثر نجاحا هم أولئك الذين يستوعبون الأسلوبين معا ولهم القدرة على الانتقال بين الاثنين في الاوقات المهمة وذلك من اجل توسيع فعاليتهم العامة.

وهكذا تقترح المؤلفة وتستعمل مجموعة من التقنيات لتشجيع القادة على تجاوز تفضيلاتهم وتغيير الاسلوب ليقودوا من دماغهم الأيمن ودماغهم الأيسر وذلك كقاعدة لا كاستثناء.

ونشير  إلى أن ماري لو  ديكوسترد خبيرة أمريكية في عدد من التخصصات وفي مقدمتها السلوك الإنساني والدماغ وعلم نفس القيادة ، كما انها مختصة في تدريب القادة على محاولة العمل بعيدا عن مناطق راحتهم  حتى يوسعوا قدراتهم ويعمقوها . وهي  في نفس الوقت مؤسسة ومديرة تنفيذية  لمعهد قيادة الحياة  Lead Life Institute  بولاية بنسلفانيا بالولايات الأمريكية المتحدة. وقد اصدرت بعد كتابها هذا كتابا ثانيا في نفس الموضوع يحمل عنوان : Right Brain /Left Brain President Obama’How We Can Each Develop It وهو الذي سنقوم بقراءته لكم لاحقا بإذن الله.