الكتاب الذي قمنا بقرائته لكم من تأليف الإنجليزي المعاصر جون أدير المشهور كأحد أبرز المختصين والخبراء في مجال القيادة والتدريب على مهاراتها. وقد صدر الكتاب في طبعته الإنجليزية سنة (2010) وبعد سنة من ذلك (2011) أصدرت دار اليربوع –دبي الكتاب في نسخة عربية تحت عنوان “قيادة محمد” من ترجمة رامي كلاوي.
يحتوي الكتاب ، الذي يتكون من 127 صفحة، على مقدمة وثمانية فصول وخاتمة وملحق عن حياة الرسول، ثم نبذة عن سيرة المؤلف.
يعتبر الكتاب مساهمة مهمة في اغناء أدبيات القيادة بصفة عامة والقيادة الإسلامية بصفة خاصة. حيث أن المؤلف ركز فى هذا الكتاب على دراسة الجانب المتعلق بالقيادة في حياة محمد، وحاول إبراز أهم الصفات القيادية التي يتميز بها. وهكذا نجده يصف محمد ب “القائد النموذج” الذي يمثل الأسوة الحسنة بالنسبة للمسلمين ويشترك مع غيره من القادة العالميين في التحلي بمجموعة من الصفات كالتواضع والاحترام والتوفر على رؤية والقدرة على إلإلهام ، وتكريس الحياة لخدمة الآخرين. ويؤكد المؤلف أن نموذج قيادة محمد يتطابق تماما مع ما يعرفه الغربيون اليوم عن طبيعة القيادة وممارستها.
وقد حرص المؤلف على ذكر مجموعة من الصفات القيادية التي يتصف بها محمد والتي تتطابق مع ما هو معروف عن الصفات العامة التي يشترك فيها كل القادة. كما أنه أعطي أهمية خاصة لكل من صفة الأمانة وصفة التواضع وخصص فصلا لكل منهما محللا لمعانيهما وموضحا مدي أهميتهما بالنسبة للقائد.
وبالإضافة إلى ذلك لم يغفل المؤلف الحديث عن دور محمد كقائد للتغيير.حيث حرص في الفصل الثامن على ابراز دور محمد كقائد للتغيير واعتبره من ابرز القادة العالميين الذي استطاعوا إدخال تغيير جدري على مجتمعاتهم وتحويلها إلى حالة أفضل، مصرحا بأن محمدا عمل أكثر من أي قائد آخر،على توحيد المؤمنين وتمكين المجتمع الإسلامي من العيش والعمل في انسجام.
وختم جون ادير كتابه بالدعوة إلى تعلم القيادة وتطويرها وذلك كما فعل محمد، مؤكدا أن القيادة تكسب بالتعلم وأن الشخص لا يولد قائدا وإنما يصير قائدا.
Discutez avec nous