In Their Time

The Greatest Business Leaders of the

 Twentieth Century

الكتاب من تاليف كل من أنتوني، ج. مايو Anthony J.Mayo، و نيتان نوهريا Nitin Nohria. ومايو أستاذ السلوك التنظيمي بجامعة هارفارد ومسؤول عن مركز “المبادرات القيادية بجامعة هارفارد” أما نيتان نوهريا فهو أستاذ إدارة الأعمال، ومدير البحث في كلية الأعمال بنفس الجامعة. وقد صدر الكتاب سنة 2005  عن مطبعة  جامعة هارفرد.

ويتكون الكتاب، الذي يقع في 444 صفحة، من مقدمة  قصيرة كتبها وارن بنيس Warren Bennis وتمهيد وعشرة فصول بالإضافة إلي الخاتمة والمحلقات.

وقد خصص كل فصل لعقد من عقود القرن العشرين وذلل ابتداء من العقد الأول 1919-1900، وانتهاء بالعقد الأخير 1999-1990. 

في بداية كل فصل يجد القارئ وصفا للحالة التي كانت عليها الولايات الأمريكية وتسجيلا لأهم الأحداث والتحولات التي شهدتها البلاد، في ذلك العقد، في مختلف الميادين وخاصة في ميدان الأعمال. وبعد ذلك يتوقف المؤلفان عند بعض الشخصيات لرواية قصة نجاحها وأهم الإنجازات التي حققتها ودورها في تغيير طريقة حياة الأمريكيين في ذلك العقد وما بعده بل وتأثيرها الذي مازال لها حتى اليوم. وينهيان الفصل بعرض لائحة لأهم شخصيات العقد في مجال الأعمال مع التمييز بين المقاولين والمديرين والقادة.

 والكتاب يعالج موضوع القيادة في السياق التاريخي للولايات الأمريكية المتحدة، موضحا أن القيادة تنبثق عن تقدير وفهم الظروف العامة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. ومؤكدا على أن هذه الظروف تتغير عبر الزمان، وأن هذا التغير يقتضي أساليب ومقاربات قيادية متميزة.وذلك على اعتبار أن السياق التاريخي هو الذي يشكل بنية الفرص المتاحة في أي زمان.

والفكرة الأساسية التي ينبني عليها الكتاب هي الربط بين السياق التاريخي لكل عقد وظهور القادة، خاصة، في مجال الأعمال. فالقائد حسب هذا المنظور هو الشخص الذي يملك الذكاء السياقي، وذلك، طبعا، بجانب توفره على مجموعة من الصفات الشخصية اللازم توفرها في القائد من مثل الرؤية الواضحة، والقدرة على  الابتكار والتجديد، والجاذبية الشخصية أو ما يعرف بالكاريزما وغيرها من الصفات… وقد تبين للمؤلفان من خلال البحث والدراسة أن نجاح بعض الأشخاص لم يكن فقط نتيجة لصفاتهم الشخصية بل لاستعمالهم لتلك الصفات في إطار سياق تاريخي معين.

ومن خلال تحليل المؤلفان للتداخل بين السياق التاريخي وكبار رجال الأعمال على طول القرن العشرين خرجا بمجموعة من الدروس المهمة نذكر من بينها:

  1. أهمية السياق: وهذا يعني أن النجاح الطويل المدى لا يكون نتيجة للصفات الشخصية للفرد بل و من فهم دقيق لما يجري في السياق الذي يتحقق فيه نجاح الشركات أو فشلها.
  2. تعدد الطرق للعظمة: فهم سياق زمان معين وفهم دور الفرد في ذلك السياق يعتبر مهما في تحديد المقاربة المناسبة وذلك بجانب ما يتوفر عليه الفرد من مميزات وقدرات. فبعض الأفراد ينجحون كمقاولين ، وآخرون ينجحون كمديرين في حين أن آخرين ينجحون كقادة.
  3. القيادة العظيمة هي نتيجة السياق التاريخي، والصفات الشخصية ، والقدرة على التكيف.

وقد حدد المؤلفان في هذا الكتاب ستة عوامل سياقية لها تأثير كبير على مجال الأعمال وهي: درجة تدخل الحكومة (الأمريكية) في عالم الأعمال، الأحداث العالمية، والديموغرافية ،والأعراف الاجتماعية، والتكنولوجيا،والحركة العمالية.

وخلاصة القول أن الكتاب يحاول أن يثبت دور التاريخ في صناعة القادة بدل دور القادة في صناعة التاريخ. أو كما قال  مارتن لوثر كينغ “نحن لا نصنع التاريخ. نحن صنعنا التاريخ”