Leader-Member Exchange Theory

نظرية التبادل بين القائد والعضو

وضعت نظرية التبادل بين القائد والعضو لتفسير نوعين من العلاقات التي تتكون بين القائد والأتباع وكيف تؤثر تلك العلاقات على أنواع السلطة والتأثير اللذين يستعملهما القائد. وقد ظهرت هذه النظرية لأول مرة سنة 1973 على يد كل من دانسيرو ، جراين، وهاجا (Dansereau, Graen , Haga) ثم عرفت فيما بعد عدة تعديلات. وقد لاحظ واضعو النظرية أن معظم النظريات السابقة حول عملية القيادة تفترض وجود أسلوب قيادي متوسط يستعمله القائد مع جميع أعضاء مجموعته. لكن تبين فيما بعد أن القادة لا يستعملون أسلوبا قياديا موحدا  مع جميع أعضاء المجموعة بل إنهم يتصرفون بشكل مختلف مع كل مرؤوس. وعلى هذا الأساس تم التمييز في النظرية بين جماعتين: الجماعة الداخلية والجماعة الخارجية.

 

فالأعضاء الذين يوجدون في الجماعة الداخلية (in- group) يتميزون بدرجة عالية من الولاء والالتزام والثقة. ويسمح العمل مع المجموعة الداخلية للقائد بإنجاز المزيد من المهام بفعالية أكبر مما لو كان بدون هذه الجماعة. فأعضاء هذه الجماعة يرغبون في القيام بأكثر مما تتطلبه وظائفهم و يبحثون عن أساليب مبتكرة لتعزيز أهداف المجموعة. واستجابة لجهود الأتباع وولائهم وتفانيهم يمنحهم القائد مزيدا من المسؤوليات ومزيدا من الفرص ومزيدا من وقته ودعمه. وللتأثير علي أعضاء الجماعة الداخلية يستعمل القائد سلطة الخبير، وسلطة المرجع ، و سلطة المكافأة.

 

أما أعضاء المجموعة الخارجية (out- group) فيلتزمون بشكل كبير بالمهام الرسمية المحددة من قبل المنظمة.فهم يقومون بما هو مطلوب منهم فقط. كما أن القادة يعاملون أعضاء المجموعة الخارجية بإنصاف طبقا للعقد الرسمي، ولكنهم لا يمنحونهم اهتماما خاصا. كما أن أعضاء المجموعة الخارجية يحصلون فقط على المميزات المحددة طبقا لوظائفهم. وللتأثير على أعضاء هذه المجموعة يستعمل القائد بالأساس السلطة الشرعية، وسلطة المكافأة، وسلطة القسر.

 

ويحصل الأتباع في المجموعة الداخلية على المعلومات والنفوذ والثقة والإهتمام من قائدهم أكثر مما يحصل عليه الأتباع في المجموعة الخارجية. كما أن مشاركة أعضاء الجماعة الداخلية وتواصلهم مع الآخرين يكون أكثر من الأعضاء في الجماعة الخارجية.  وبينما نجد أعضاء الجماعة الداخلية يقومون بأشياء إضافية من أجل القائد، ويفعل القائد نفس الشيء من أجلهم يلاحظ أن أعضاء الجماعة الخارجية أقل انسجاما مع القائد ويقومون فقط بالعمل المطلوب منهم ويلتزمون بالمهام الرسمية المحددة من قبل المؤسسة.وفي المقابل فإن القائد يعامل أعضاء الجماعة الخارجية بإنصاف طبقا للعقد الرسمي، لكنه لا يعطيهم اهتماما خاصا، كما أنهم يحصلون على الامتيازات المحددة طبقا لوظائفهم.

 

كيف يصبح الشخص عضوا في الجماعة الداخلية أو في الجماعة الخارجية؟ لا يوجد جواب واضح على هذا السؤال. لكن من الواضح أن القائد غالبا ما يختار أعضاء الجماعة الداخلية الذين يتوفرون على بعض الصفات (مثلا: السن، الجنس، المواقف) التي تشبه صفاته، والذين يتوفرون على مستوي كفاءة أعلي من ذلك الذي يتوفر عليه باقي الأعضاء في الجماعة الخارجية.

 

 ما هي أهمية هذه النظرية؟

تكمن أهمية نظرية التبادل بين القائد والعضو في كونها تصف الواقع الملاحظ في كثير من المؤسسات، فالجميع يعلم أن القادة تكون لهم علاقات خاصة مع بعض الأشخاص العاملين معهم وأن هؤلاء يقومون بأعمال إضافية ويتلقون المزيد من الدعم من القائد. كما أن النظرية تؤكد الأفكار السائدة عن كيفية ارتباط العاملين داخل المؤسسات بعضهم ببعض وارتباطهم بالقائد. فبعض العاملين (أو الموظفين) يساهمون بالكثير ويحصلون على الكثير، في حين أن آخرين يساهمون بالقليل ويحصلون على القليل. وتؤكد النظرية أن القيادة الفعالة تعتمد على العلاقة بين القائد والعضو وتشرح الطريقة التي تمكن القائد من تكوين هذه العلاقة.

 

 ومما يميز النظرية كذلك قابليتها للتطبيق في مختلف أنواع المؤسسات وفي مختلف المستويات داخل المؤسسة. فأي مدير يمكنه أن يكون جماعة داخلية تساعده على تحقيق التغيير الذي يهدف إليه وذلك بجانب باقي الأعضاء العاملين الذين يكونون الجماعة الخارجية والذين يقومون بالأعمال والأنشطة الرسمية المحددة لهم.

 

 ما هي بعض الجوانب السلبية في نظرية التبادل بين القائد والعضو؟ يبدو أن النظرية لا تراعي مبدأ المساواة بين جميع الأعضاء في المعاملة. فالتمييز بين أعضاء الجماعة الداخلية وأعضاء الجماعة الخارجية قد يولد حزازات في النفوس ويشعر أعضاء الجماعة الخارجية بالحيف وعدم المساواة، وقد يكون لذلك بالتالي تأثير سيئ على نفسيتهم  وأدائهم.